بــاب المروج:الحجــر والــدم والنــار
عزيـز الحـرش
ناشط مهتم بقضايا المنطقة
كان على الجيش الفرنسي ومنذ 1912، سنة دخوله فاس، مواجهة مقاومة قبيلة البرانس ضمن تكتل قبلي قوي وكبير، ممتد من فاس إلى شرق تازة. خلال هذه المرحلة التفت هذه القبائل حول زعامات قوية من خارج المنطقة مثل الحجامي، والغازي، والشنكيطي، وعبد المالك والخطابي، لكنها كذلك التفت حول زعامات محلية مندمجة ضمن هذه البيئة العامة للزعماء.
بعد احتلال تازة يوم 10 ماي 1914، استهدف الجيش الفرنسي منطقة باب المروج، التي اعتبرها موقعا استراتيجيا يجب السيطرة عليه كمقدمة للسيطرة على كل البرانس وتأمين الحدود مع المنطقة الإسبانية.
كان على الجيش الفرنسي قضاء سنة كاملة من المعارك الشرسة بتراب قبائل الطايفة، وبني فقوص ووربة، مع ما يعنيه ذلك من خسائر فادحة، كي يحقق الهدف، أي تأسيس مركز باب المروج يوم 10 يونيو 1915.
منذ هذا التاريخ وإلى حدود سنة 1918، لم ينعم الجيش الفرنسي بالراحة رغم توظيف كل أساليب الحرب المدمرة: تدمير البيوت والمداشر، حرق المحاصيل الفلاحية، قتل الساكنة والحيوان…مع محاولة توظيف الزعماء المحليين الذين، وبمجرد ما تتوفر لهم الفرصة، يثورون مجددا رغم استسلامهم في السابق.
عملية تأسيس المركز العسكري باب المروج لم تنجز كما كان يتوخى ذلك قادة الجيش الفرنسي، بل ظلت المقاومة تهاجم هذا المقر منذ 1915 ولم تتوقف مؤقتا إلا بعد سنة 1918. لكن، ومع منتصف سنة 1925، ستصبح كل المراكز والتحصينات العسكرية بتراب البرانس هدفا أساسيا بالنسبة للمقاومة، التي انطلقت شرارتها بمناسبة ثورة الخطابي، فاستطاعت استرجاع كل المراكز والقلاع، ثم حاصرت مركز باب المروج ما بين 20 و27 يوليوز 1925. وفقد الجيش الفرنسي على إثر ذلك الملازمين بوفار BUFFARD ومايان MAYAN والعديد من الجنود. بعد فك الحصار عن المركز، كان على قادة الجيش الفرنسي، الذين بدأوا في التفكير جديا في إخلاء المنطقة، بما فيها تازة، أن يخوضوا معارك قوية، وبخسائر كبيرة، من أجل استرجاع المراكز المفقودة، مثل كهف الغار، وبوهارون، وامسيلة… وفي نفس الوقت، خوض معارك جبلي أمساف والنهير من أجل فك الحصار الكبير على باب المروج، الذي استمر إلى حدود نهاية شهر شتنبر 1925.
Leave a Reply